إعلان الرئيسية

درس غاية فى الروعة لمبتدئين وخبراء القانون والمحامين


محاضرة ممتعة وشيقة لمبتدئين وخبراء القانون والمحامين ,, فن المرافعة والالقاء للدكتور صبحي صالح

بعيدا عن التوجهات السياسية , لكنها محاضرة مهمة وشيقة جدا جدا لازم تشوفوها .


عندما نتحدث عن فن المرافعة ثمة مقدمات أساسية ينبغى الإشارة إليها ... فإذا ما استقرت فى وجدان المحامى , يقيناً سينبثق عنها شخصية محترمة موزونة قوية .
هذه الملاحظات أهمها أنه :
" لابد أن يفهم الناس والمحامى قبل الناس أن المحاماة ليست مهنة من لا مهنة له "
اعتاد الناس وفق ظاهرة البطالة والطابور الممتد الذى لا ينتهى أنه إذا كان المرء خريج حقوق فأول ما يفكر فيه القيد فى النقابة و كارنيه فى جيبه و البحث عن أى عمل ولا بأس بالنيابة المسائية أو ما شابه ذلك . المحاماة ليست مهنة من لا مهنة له , المحاماه رسالة انسانية راقية سامية لا ينجح فيها الا المؤمن بها العاشق لها , فالذى لا يحب العمل لا يجيد فيه واذا لم يكن متيما به فلن يبدع فيه وسيتحول فى النهاية الى كاتب عمومى .
فالمحامى النمطى يؤدى دور وكيل المكتب او الكاتب العمومى اما المحامى الحقيقى مبدع ولا يتكلف الابداع او يتصنعه ومن ثم فهو ابدا لا يفقده ولعل الدفاع عن الحق والانتصاف للعدالة ونصرة المظلوم هى اروع القيم الانسانية فى العالم كله بل الاروع من هذا انها رسالة الانبياء فى كل الازمان فما جاء نبى الا لدحض باطل او نصرة مظلوم او تحقيق لمساواة وحريات .
المحامى يا سادة سفير صاحب الحق لدى المحكمة فإن أحسن العرض حقق القناعة , وإذا حقق القناعة ضمن الحكم ولذلك فإن المحاماة بإعتبار أنها وسيلة العرض و الإقناع والوصول الى الحق المتنازع فيه تحتاج الى قدر لا يمكن اغفاله من الموهبة او الفن ولا يظهر هذا الفن ولا ينتج مالم يتأيد بالصقل العلمى , فالمحاماة فن وعلم ... فن الاداء وعلم التجويد والتوصيل فإذا كان المحامى مبدعاً فى الآداء و التوصيل وملماً إلماماً جيداً بالقانون والوقائع فهو بالتأكيد افضل سفير لدى المحكمة لتقرير الحق واقتضائه . والاستعداد للمرافعة نوعان ..

شكلى وموضوعى

اما الاستعداد الموضوعى
فأن اول خطوة فيه هى المذاكرة والتحصيل وقراءة ملف الدعوى وعن قراءة ملف الدعوى يقول الأستاذ صبحى صالح أن ملف الدعوى يقرأ من ثلاثة وجوه , اى ثلاث مرات , وأنت كمحامى لست جاهزاً للمرافعة مالم تقرأ الملف على وجوهه الثلاثة فمن يقوم بفر الملف ويعتقد أنه قد فهم الدعوى لم يفهم شيئاً فقد سقطت منك جوهريات الدعوى .
أما الوجه الأول فهو : "قراءة الملف كما ورد" .
هى القراءة الأول اى كما هو أمام القاضى بالترتيب الذى خرج عليه من النيابة العامة من الجلدة للجلدة وهذه القراءة تسمى القراءه الأستطلاعية وهذا الترتيب هو الترتيب الموجود أمام القاضى وهو الترتيب الذى سيستطلع به ملف الدعوى , و أياك والقراءة المجتزأة فغلاف الملف اهم من الملف لأن به القيد و الوصف وهو أساس مرتكز الدفاع فأنت مدافع قرأ الملف بلا مرتكز كمن قفز فى بحر بلا شواطئ
أما القراءة الثانية فهى " قراءة الملف مع ترتيبة ترتيبا زمنىا "
وهى قراءة وقائع أو قراءة استنتاجية فلست أنت الطرف الوحيد فى الدعوى بل هناك طرف اخر يقوم بترتيب وقائع الدعوى على النحو الذى يضمن لح حقه , فربما فى اعادة ترتيب أوراق الدعوى وو قائعها على نحو معين ما يضمن لك حقك , وربما فى اثناء العرض من الطرف الاخر تسقط مرحلة زمنية من التسلسل الزمنى للأحداث تفيدك فى الاستدلال و الاستنتاج ولذلك فإن تعقب الوقائع فى ترتيب زمنى متصاعد يحقق لك استنتاج صورة حقيقية مثلى للدعوى و من ثم تتهيأ لوضع خطة الدفاع .
أما القراءة الثالثة فهى : قراءتك انت كمحام لملف الدعوى
فالاولى كانت قراءة المحكمة والثانية كانت قراءة خصمك وهذه القراءة الثالثة هى قراءة الاستعداد للمرافعة ووضع خطة الدفاع وفيها تعيد القراءة وفق رؤيتك للدفاع فبعد القراءة الاولى و الثانية اصبح لديك رؤية للدفاع فإما ان تبدأ بالتسلسل الزمنى ثم التدليل به " فإذا كان كذا فإنه كذا " و أما أن تبدأ فى اعادة ترتيب الوقائع فى محاولة لنقض شئ بشئ أخر واما ان تخرج من هذه الخيارات وتدخل من طريق ثالث بمستندات جديدة لم تقدم وشواهد جديدة لم تعرض وتأخذ المحكمة فى طريقك انت وقد تقرر ان تدخل فى الدعوى مهاجما بعدما كنت مدعى عليه او تكتفى بالدفاع . فى علم المرافعة تعرف صحيفة الدعوى بأنها وعاء يملكه المدعى ابتداء منفردا فيصيغ فيها دعواه على النحو الذى يضمن له الحق ويرتبه على النحو الذى يمكنه من ابداء الدفاع ثم يبدأ به مهاجماً للمدعى عليه والمدعى عليه اما ان يقف فى موقف الدفاع واما يعيد ترتيب المواقف فيتحول من مدعى عليه الى مدعى وهى ما يعرف بنظرية الطلب العارض فتستقيم الامور من اللحظة الاول ويقف الخصمان امام المحكمة على قدم سواء , الذى يرشح لك الطريق الامثل للمرافعة هى القراءة الثالثة التى رشحت لك ان تكون بدلا من ان .
المحامى الذى لم يقرأ الملف كاملاً أو قرأ الملف إجتزاءا أو لم يراع ترتيب الوقائع أو فهم الدعوى على النحو الذى اراده خصمه لابد يخسر و ان كسب دعواه فهو ليس بمجهوده وانما مجهود محكمة

تعليق واحد
إرسال تعليق