المحامي كما يجب
هو ممثل للعدالة على الأرض.. مهمته أن يعيد الحقوق لأصحابها وينصر المظلوم ويقف معه حتى يحصل على حقوقه كاملة.. أن تكون محامياً أمر يظنه الكثيرون سهلاً.. حيث يمكن دراسة مهنة المحاماة وممارستها بعد أخذ الشهادة الجامعية.. لكن أن تكون محامياً ناجحاً.. هنا الأمر الصعب.. فليس كل محامي هو محامي ناجح ومتفوق في مهنته.. وهنا نسأل.. ماهي صفات المحامي الناجح؟.. وكيف يمكن لأي محامي أن يكون ناجحاً ومحبوباً بين موكليه؟..من هو المحامي؟المحامي هو لقب يطلق على من أجيز له ممارسة مهنة المحاماة بناء على القوانين المعمول بها، المهام الأساسية للمحامي تتمثل في التمثيل والدفاع والمساعدة القانونية لمن يطلب ذلك مقابل مبلغ مالي أو تطوعاً. ولذلك، فإن مهنة المحاماة مهنة شاقة تحتاج إلى مجهود كبير.صفات المحامي الناجحكما ذكرنا فإنه يمكن للكثيرين أن يحصلوا على شهادة جامعية تجيز لهم ممارسة مهنة المحاماة، لكن ليس كل واحد من هؤلاء يحمل صفة "الناجح"، فمن هو المحامي الناجح؟..1- المحامي الناجح حالته الرئيسية داخلية ومن خلالها يتعامل مع الأمور وفقاً لما يمليه عليه حدسه. أما الحالة الثانوية فهي خارجية حيث يتعامل ويقرر وفقاً لشعوره وعاطفته أو ما يتناسب مع قيمه الشخصية. وهو شخصية لطيفة، تهتم بالناس من حولها، معقدة، وله حس بالحدس غالباً ما يصيب. وأيضاً فنان ومبدع، يعيش في عالم من المعاني المخفية والإحتمالات. 2- يولي المحامي الناجح اهتماماً كبيراً بوضع الأشياء في محيطه بشكل مرتب ومنظم. وهو يولي أيضاً يضع الكثير من الجهد في اكتشاف آلية ونظام لإنجاز الأمور، وبشكل مستمر يضع ويعيد ترتيب أولويات حياته. وعلى النقيض، في تفكيره المحامي الناجح يتبع أسلوب عفوي ويستخدم بديهته وحدسه. فهو يتعرف ويفهم الأشياء بشكل بديهي، ودون أن تكون له معرفة سابقة أو دون أن يعرف الكيفية التي توصل للفهم من خلالها.3- غالباً ما يكون مصيباً، وهو يعرف ذلك. ونتيجة لذلك، يثق ويعتمد كثيراً على حدسه وغريزته في العمليات التي يقوم بها. 4- المحامي الناجح يمتلك قوة غير طبيعية في التوقع والحدس عندما يتعلق الأمر بالناس والأشياء. غالباً ما يشعر بأن شيء ما حصل أو يحصل لشخص قريب. بعض الأحيان لا يفهم هذا الشعور، وقد لا يستطيع التعبير عنه. وبالتالي، معظم المحامين الناجحين يكونون منطوين على أنفسهم، ويشاركون الآخرين ما يرغبون بمشاركته فقط. فهو شخصية عميقة ومعقدة، غالباً ما يكون فريداً ويصعب فهمه على الآخرين. ويختار أن يتحفظ على جزء من ذاته ويرى من قبل الآخرين على أنه غامض.5- على قدر التعقيد في شخصيته نجد كذلك اللطافة، فالمحامي الناجح يحتفظ بمكان خاص في قلبه للناس الذين يختارهم، هؤلاء غالباً ما يكونون قد رأوا عمق المحبة والإخلاص الذي يمتلكه المحامي. وهو يهتم بمشاعر الناس، ويحاول أن يكون لطيفاً ويتجنب جرح مشاعرهم. وهو حساس للغاية تجاه الخلافات والصراعات، ولا يمكن التسامح أو التعامل معها بشكل جيد. في حالات الصراع قد تدفع المحامي المسالم إلى حالة من الهجوم والغضب. طبيعة المحامي الناجح تجعله ينقل حالات الشد والخلافات إلى داخل جسده، مما قد يؤدي إلى إصابته بمشاكل صحية عندما يكون تحت الكثير من الضغوطات.6- هو شخص مهما بلغ حداً من الكمال، دائماً يرى أن هناك المزيد مما كان يمكنه بلوغه. ونادراً ما يشعر بالرضا عن نفسه، يشعر أن هناك الكثير مما يجب عمله لتحسين وضعه والمجتمع من حوله. وهو يؤمن بالتطوير المستمر، ولا يتوقف ليتذكر وينظر للإنجازات التي حققها في حياته. لديه نظام للقيم والعادات التي يؤمن بها، ويعيش حياته وفقاً لما يراه صواباً. من جانب عاطفته، المحامي الناجح بعض الأحيان يكون لطيف وسهل المعاشرة. ولكن، لديه توقعات عاليه من نفسه ومن عائلته، وهو لا يرضى بأقل من المثالية له ولعائلته.7- المحامي الناجح بطبيعته راعي، صبور، خدوم، ومدافع. هذه الصفات تجعل منه والداً محباً وغالباً ما يكون على علاقة قوية مع أبناءه. لديه توقعات عالية من أبنائه، ويدفعهم دائماً لأن يكونوا الأفضل دائماً. هذا يمكن أن يتضح من كونه شخصية عنيدة وصعبة المراس. ولكن بشكل عام، أبناء المحامي الناجح يتلقون تكريس وتوجيه خالص من والدهم، إلى جانب اهتمام عميق بهم.8- في مكان العمل، يبرز المحامي الناجح في المواقع التي يمكن أن يكون فيها مبدعاً ويعمل بإستقلالية. لديه حس فني بطبيعته، وبعض المحامين يبرزون في مجال العلوم البحته يفيدهم في هذا المجال استخدامهم للحدس. 9- إنسان موهوب بعدة أشياء لا يمتلكها الأشخاص من الشخصيات الأخرى. الحياة ليست سهلة له، ولكنه يمتلك شعور عميق وإنجازات شخصية سيتمكن من بلوغها في حياته.كيف تكون محامياً ناجحاً؟لتكون محامياً عليك أن تحصل على شهادة جامعية وشهادة تدريب على أعمال المحاماة، أما لتكون محامياً ناجحاً فأنت بحاجة لتتحلى بالصفات التالية:1- الاقناع: على المحامي الناجح أن يملك القدرة على إقناع الآخرين بوجهة نظره، ووجهة نظر موكله وزبائنه للأمور، فالمهنة بالأساس تتعلق بموهبة إيصال الفكرة ببساطة إلى الطرف الآخر، إن كان القاضي أو الخصم، مع تدعيمها بالحجج التي تكفل الإقناع، أو على الأقل التسبب في إرباك الخصم أو القاضي بتصوره للقضية، ومن لا يستطيع امتلاك هذه الموهبة، لا يستطيع أن يكون محامياً ناجحاً.2- القدرة على التحليل: وهي من أهم الصفات، فالقدرة على تحليل الوقائع وقراءة الأحداث وفهمهما، تساعد المحامي على الوصول للقواعد القانونية التي يمكن تطبيقها على هذه الأحداث، وهي تساعد بالنتيجة للفهم الجيد .3- القدرة على التركيز العالي: وتعني أن يستطيع البقاء يقظاً على محور قضيته، حتى يستطيع الوصول إلى نقطة ضعف الخصم أو نقطة قوته، وبالتالي يستطيع التعاطي معها، وقد يحتاج منه ذلك الكثير من الوقت والجهد .4- التمكن من اللغة والقدرة على تطويرها: تخيل أن يكون المحامي غير قادر على فهم المعاني، أو لا يمتلك القدرة على صياغة الجمل، فكيف يستطيع أن يقوم بإيصال فكرته للآخرين، فعلى المحامي المتمكن تطوير لغته والعمل بجهد عليها، والبحث عن المعاني والأسلوب، والابتعاد عن الأخطاء الإملائية، حتى يتمكن من كتابة مرافعاته ودعاويه بصورة سهلة ومقنعة، تصل إلى قارئها وتجعله يقتنع بها، وقد انتبهت العديد من كليات القانون لهذا الأمر، فأصبحت تدرس مسابقات اللغة ضمن برامجها ومنذ السنة الأولى للدراسة.5- الصبر والقدرة على تحمل الضغوط: يخضع المحامي للكثير من الضغوطات في عمله، إن كانت بسبب الوقت، أو كثرة العمل، أو لظروف جديدة تطرأ على قضيته قد تؤثر على سيرها، فعليه أن يتحلى بالصبر وأن يستطيع التعامل مع هذه الظروف، وخاصة أنها قد تضطره للعمل لساعات طويلة، مسببة الإرهاق والتعب.6- البصيرة: وهي أن يستطيع النظر إلى ما خلف الظاهر وأن يرى أمور قد لا يستطيع خصمه أو حتى موكله أن يراها، وأن يظهرها في الوقت المناسب، أو يغض الطرف عنها بما تقتضيه مصلحته.7- حضور الذهن وسرعة البديهة: قد يتعرض المحامي وفي بعض الأحيان أثناء حضوره جلسات القضايا لمواقف محرجة، فيجب أن تكون بديهته حاضرة وقادر على إخراج نفسه منها، كما ويجب أن يكون قادراً على انتهاز الفرص إن حصلت.8- القدرة على التعامل مع الآخرين: المحامي رجل عام، فهو يقوم بالتعامل مع الكثير من الأشخاص في نفس القضية، بداية من موكله، إلى خصمه ووكيله، إلى القاضي الذي ينظر في القضية، الشهود، والخبراء وغيرهم، لذا عليه التدرب والتعلم كيفية التعامل مع كل هؤلاء.9- الخطابة والإلقاء: على المحامي تعلم القدرة على الإلقاء، هل يمكن أن نتصور أن يتلعثم المحامي إثناء إلقاء مرافعته؟
المصدر : http://bresala.net/articles.ar/247_المحامي-الناجح-قوة-وذكاء